الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية محمد الحامدي يوجه رسائل حادّة اللهجة الى الصيد والنهضة والنداء واتحاد الشغل

نشر في  18 ماي 2016  (11:29)

 يستعد النائب السابق بالمجلس التأسيسي وأمين عام حزب التحالف الديمقراطي محمد الحامدي لإطلاق حزب جديد ذي منحى اجتماعي وذلك بمعية حزب التكتل وعدد من الشخصيات المستقبلة.. حول هذا الحدث السياسي وعدد من القضايا الحارقة التي تعيشها تونس، كان لنا لقاء مع هذا السياسي الذي عرف بمواقفه الرصينة والذي كان من بين النواب الذي قاطعوا مداولات المجلس التأسيسي إثر اغتيال النائب محمد البراهمي...

استقبلناه بمقر الجريدة فكان اللقاء التالي... ـ ستطلقون قريبا حزبا جديدا، فما هو توجّهه؟ ومن سيجمع من السياسيين؟
سننظم نهاية الشهر ندوة صحفية للإعلان عن ميلاد حزب جديد... بعد الانتخابات، قمنا بتقييم وقدمنا نقدنا الذاتي.. لاحظنا أنّ التوازن السياسي مغشوش وفي المسألة الاقتصادية، هناك ميل على اليمين.. وقلنا إنّه لابد من قوّة موازنة، فالمشهد الحالي يتميز بمعارضة ذات طابع ايديولوجي وفيه تحركات احتجاجية قطاعية بلا أفق وبلا رؤية، وفيه معارضة ديمقراطية اجتماعية ربّما هي الأقرب لتقديم الخيارات الحقيقية، لكنّ هذه الأخيرة تعاني من ضعف حقيقي وكانت ضحية ثلاثة أمور.
ـ وماهي؟
كنا ضحية ما سمي بالتصويت المفيد الذي لم يكن مبنيا على الخيارات الاقتصادية والاجتماعية وضحية التصويت العقائدي وهناك أيضا ماكينات إعلامية ومالية كان لها دور في نتائج الانتخابات الفارطة. كما كنا أيضا ضحية أمر ثالث وهو أنّنا أسأنا تقدير الوضع في البلاد وإمكاناتنا. حذرنا من الاستقطاب الثنائي لكن لم نتصور أنّه سيكون جارفا بالطريقة التي حدثت...
كما كنا نتصور أنّ الفائض السياسي لنضال وأداء الكتلة الديمقراطية زمن حكم الترويكا سيعطي أكله يوم الانتخابات... مع الأسف آخرون استفادوا من أداء الكتلة الديمقراطية التي كانت حاسمة في ايجاد توازن في البلاد وذلك بالشراكة مع المجتمع المدني والحراك الشعبي.
كانت مواردنا ضعيفة، ودخلنا الانتخابات مشتتين فخسرناها وضيعنا فرصة على أنفسنا وعلى البلد لأنّنا فشلنا في توفير قوّة تخلق التوازن.
ـ قررتم إذن بعث حزب جديد؟
من أجل البلاد، قلنا إنّه يجب تجاوز هذه المرحلة وإنّه يجب السعي لتوفير هذه القوّة السياسية التي تضغط على الحكومة من أجل القيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية حقيقية... وحتى المكاسب السياسية التي حققتها الثورة، كأن بالجماعة الحاكمة تريد التراجع عنها، والسلطة السياسية كما قال مونتسكيو نزّاعة الى الاستبداد إذا لم تتوفر قوّة مضادة. وقد سمعنا منذ فترة نغمة تعديل الدستور وتوفير صلاحيات أوسع للرئيس... يعني يريدون انحرافا رئاسويا مبكرا...
وهذا الفشل المتواصل للرباعي الحاكم من الضروري إردافه ببديل من خلال توحيد صف المعارضة. ولئن تفاوتت المواقف، فإنّه تمّ التوافق مبدئيا بين التحالف الديمقراطي والتكتل ومجموعة من الشخصيات السياسية على بعث حزب واحد على أن يتم الإعلان عنه أواخر شهر ماي..
والسياسة بدون مضمون اقتصادي واجتماعي ينعكس على معيشة المواطن ستبقى لعبة شكلية لتقاسم النفوذ بين المتنفذين.. الديمقراطية الحقيقية هي التي يشعر بها المواطن في قوت عياله، في التعليم، في الصحة، في بيئة سليمة، والعدالة الاجتماعية مسألة مبدئية وليست مسألة شفقة أو أخلاق..
-تعيش البلاد على وقع ازمة سياسية واقتصادية، فما مرد ذلك برأيك؟
على المستوى السياسي، مثل حزب نداء تونس استجابة مغشوشة لحاجة حقيقية، وهي الحاجة للتوازن مع النهضة في مواجهة لتغولها وسعيها للأسلمة والأخونة.. كانت هناك حاجة حقيقية لدى التونسيين لإيقاف هذا المسار وإيجاد قوّة رادعة ووازنة.. فالحاجة كانت حقيقية والمشكلة مازالت قائمة.. مع الأسف الاستجابة كانت مغشوشة بمعنى أنّه تشكلت في اللحظة الانتخابية، قوّة سياسية لكن هذه القوة لم يكن لها مجموع القيم والضوابط السياسية التي يسمح لها بالدوام.. وأولى الضربات التي سدّدها نداء تونس كانت اخلاله بوعوده لمنتخبيه ولجزء من التونسيين الذين راهنوا عليه، زد على ذلك إكراهات السياسة التي تمثلت في الرغبة في ضمان أغلبية مريحة في البرلمان من خلال التحالف مع حزب النهضة والدخول معها في حكومة مشتركة، وتناسى قياديو نداء تونس أنّهم بهذا القرار صنعوا الشرخ الأساسي مع ناخبيهم.
ـ وبرنامج الحكومة، ما تعليقك عليه؟
ومع الأسف لم يتفق حزبا النداء والنهضة حول برنامج سياسي ولم يعملا على تقديم رؤيتهما لتونس خلال الخمس سنوات القادمة.. الخطيئة الأصلية للائتلاف الحاكم أنّه بلا برنامج، البعض يتحدث عن تغيير رئيس الحكومة لكني أعتقد أن الظل لن يستقيم والعود أعوج بمعنى أنّ المشكلة ليست في رئيس الحكومة أو في الوزير «الفلاني أو العلاني» بل في غياب برنامج عمل لدى الرباعي الحاكم الشيء الذي تركه يراوح مكانه وأضحت الحكومة الحالية بمثابة حكومة تصريف أعمال ولم يتغير شيء في منوال التنمية ولم ندخل في حضيرة الإصلاحات الكبرى وبقينا ندير الأزمة يوما بيوم..
ـ لهم المستشارون والخبرات والسلطة، فلماذا يعجزون عن الانجاز حسب رأيك؟
في اعتقادي هناك أكثر من سبب فضلا عن فقدان الرؤية والبرنامج. من بين هذه الأسباب، يبدو لي أنّ الهاجس الوطني لدى الطرفين ـ وبعيدا عن أي فكر تخويني ـ ضعيف، فالنهضة تفكر بمنطق الجماعة وحتى فكرة الوطن في تنظيراتهم ضعيفة وذلك منذ صياغة منهجهم الأصولي في الثمانينات.. وبالنظر الى سقوط الإخوان في مصر والآلام والضربات التي عرفتها في السابق فإنّ أقصى طموحها هو تطبيع وضعها وأن تصبح حركة سياسية غير مستهدفة.
امّا نداء تونس، فيبدو لي أنّه لم يفعل شيئا سوى ترميم شقوقه حتى بتنا لا نعرف اليوم ماذا تبقى من النداء؟ من جمّد عضويته؟ فضلا عن هواجس السيد الرئيس والتوريث.. نداء تونس عوض أن ينقذ البلاد، أغرقها في مشاكله الداخلية.
وهناك شيء ثالث وهو أنّ الحزبين أسيرا  ـ لا الوعود الانتخابية العلنيّة التي قدموها لناخبيهما ـ وإنّما أسيرا بعض الدوائر واللوبيات التي دعمتهما سواء في الداخل أو في الخارج، وهو ما يكبلهما ويفقدهما الجرأة على فتح الملفات الأساسية والتي ربّما تغضب هذه الدوائر.
ـ والأزمة الاقتصادية؟
بالفعل هناك أزمة اقتصادية خانقة، وعديد البلدان مرّت بحالات شبيهة بما نعيشه اليوم، لكن الخطير في نظري هو انعدام الرؤية السياسية وهذا ما يتسبب في إحباط التونسيين وتنفيرهم من السياسة ويتركهم بلا أفق..
وبكلّ صراحة أنقل لكم حادثة عشتها مؤخرا. تنقلت مع وفد من المعارضة لمجلس النواب لمقابلة رئيس المجلس محمد الناصر على أساس تشكيل مجموعة ضغط للتسريع بعقد مؤتمر وطني لمقاومة الإرهاب بعد عملية شارع محمد الخامس، فغادرت محبطا بعد أن قال محمد الناصر إنّه على المعارضة أن تبادر بينما هو على رأس أهم سلطة في البلاد، والنقطة الثانية عندما قال الناصر إنّ الأخطر ليس الإرهاب بل إنّ البلاد ضائعة والتونسيين ضائعون.. يعني إن كان من هو في دفة  القيادة يقول هكذا، فماذا يمكن أن ننتظر منهم؟
صراحة أدعو قوى المعارضة وقوى المجتمع المدني لتجاوز تشرذمهم، وأن يتفقوا حول صيغة عمل مشترك تعطي للبلاد بدائل أخرى لأنّ وضع البلاد لا يسرّ..
من أين المخرج اذا؟
ما ينقصنا، تعليقا على انحرافات شبابنا الذي يذهب للإرهاب أو للمخدرات أو الذي يفكر في الهجرة السرية، هو الحلم الوطني  أو المشروع الوطني... فماذا يمكن أن يقنع المواطنين بالتضحية وبالعمل؟ الناس لا تعمل ولا تضحي الا إذا توفر حلم ما، حلم شخصي أو حلم وطني يجمع الأحلام الشخصية.. ومن يصنع الحلم؟ هو دون شك النخب السياسية والمثقفة، لكن يبدو أنّ النخب السياسية وهي التي بيدها القرار والتنفيذ، عاجزة على ذلك، ومن أبسط الأشياء بعد الثورة تغيير منوال التنمية.
الخواص لن يذهبوا من تلقاء أنفسهم لبن قردان لبعث المشاريع... نحن بحاجة إلى مجلس اقتصادي واجتماعي فعلي يضم خبرات تقدم الرؤى الكبرى.. كل هذا غائب.. وحتى الوثيقة التوجيهية التي أصدرتها رئاسة الحكومة ليست إلاّ نصا إنشائيا لا يختلف عن خطابات بن علي... وصراحة لو كان منوال بن علي يصلح، لما انهار.. منوال بن علي لم يكن قادرا على حلّ مشاكل التنمية والتشغيل والتفاوت بين الجهات، ولذا حصلت الثورة ـ هذا فضلا طبعا عن مطالب الحريات السياسية والتعبير.. خلاصة القول لا ألوم رئيس الحكومة لكن دون رؤية سياسية ودون إرادة و«جرأة ثورية» لن تتمكن الحكومة من تحقيق أي تغيير..
ـ ودور اتحاد الشغل؟
أريد أن أوّجه لاتحاد الشغل دعوة، صحيح المنظمة تقوم بدورها المطلبي والاجتماعي في تمثيل منظوريها، كما لعبت دورا سياسيا مهما في تسهيل الحوار الوطني والإشراف عليه... بودي لو يتجاوز اتحاد الشغل المطلبية والفئوية ويقدم مقترحات ذات طابع وطني..
تونس بحاجة إلى رؤية وطنية تكون بمثابة قوة تعديل أي أن يتجاوز الاتحاد الوضع الاحتجاجي المطلبي إلى وضع الشراكة في بناء البلاد وتصور الحلول وإدارة المؤسسات.. اتحاد الشغل في الوضع الراهن مطالب بتقديم رؤى إصلاحية خاصة أنّ المدخل الذي يجب توخيه في اعتقادي هو الاقتصاد الاجتماعي، ولا يوجد أي خيار آخر.. وهذا ما يتطلب نقاشا حقيقيا بين اتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة وغيرهما من المؤسسات والأحزاب حتى نجيب عن سؤال رئيسي وهو: ماهي تونس التي نحلم بها؟
ـ أنت أصيل ولاية مدنين، كيف عشت الأحداث الإرهابية التي هزت مدينة بن قردان؟
زرت بن قردان بعد العملية الارهابية بـ5 أيّام تقريبا وقضيت يوما هناك قدمت خلاله تعازيّ الى عائلات الشهداء.. وما لاحظته هو أنّه زيادة على الروح المعنوية العالية واستعداد المواطنين للتضحية من أجل البلاد، هناك إحساس بالغبن وبالحيف.. والعقلاء في الجهة ينبهون ويقولون صحيح إنّ الروح المعنوية عالية لكن المنطقة تعاني من حالة اختناق حقيقي وبحاجة إلى حل...
يجب أن يدرك الجميع أنّ النمط الاقتصادي في بن قردان ـ مثلها مثل المناطق الحدودية الأخرى ـ، هو التجارة البينية سواء المقننة أو غير المقننة.. فإذا وصفت الحكومة هذه التجارة بالتهريب ومنعتها ولم توفر لها في المقابل بدائل تشغيل أخرى، كيف ستكون النتيجة؟
لا يوجد توطين تنمية في بن قردان، ولا يوجد بها أي معمل (كان فيها نواة معمل للكوابل في التسعينات تدخل فيه الطرابلسية على الخط وتمّ إغلاقه) ما عدا المؤسسات العمومية والمحلات التجارية.. في حين أنّها مدينة سوق تعيش بفضل التجارة البينية.
في اعتقادي، في بن قردان نشاطان أساسيان: التجارة البينية والفلاحة التقليدية وتحديدا تربية الماشية. قطاع الماشية غير مدعوم في حين أنّه يمكن أن يوفر موارد لا بأس بها، أما بخصوص التجارة البينية، فأستغرب التضييق الذي تمارسه السلطة على معبر رأس جدير.
وفي هذا السياق، أدعو إلى تقنين الواقع التجاري في بن قردان وضبطه (المحروقات والعملة) مع منع البضائع المحرمة من أسلحة ومخدرات وكحول ولمَ لا فرض أداء يسمح للدولة بجني بعض المداخيل مع السماح لمواطني بن قردان بالعمل بكامل الشفافية.. وذلك في انتظار أن تصبح بن قردان منطقة تجارية حرّة وتوفر مشاريع فلاحية واستقرار الأوضاع في ليبيا.
ـ ماهو موقفكم من المصالحة وقد قدّم سليم شيبوب مؤخرا ملفه لهيئة الحقيقة والكرامة؟
من ناحية المنهج، هناك مسار أقرّه الدستور وهناك هيئة أقرّها الدستور وهي هيئة الحقيقة والكرامة، واليوم تونس ليست بحاجة الى مصالحة تقوم على المراكنة بل  الى مصالحة يشهد عليها كل التونسيين ليعرفوا من قام بالتجاوزات حتى نتمكن من تفادي إعادة انتاج آليات الفساد..
أعتقد أنّ السيد سليم شيبوب بتوجهه للهيئة اختار الطريق الصحيح وأرجو أن ينتهج كل المورطين هذا الطريق في ما يخص الجرائم المالية التي يمكن ايجاد فيها صلح لأنّ هناك جرائم أخرى كالتعذيب والقتل التي ينظر فيها القضاء..
باختصار، نحن مع المصالحة الحقيقية ولسنا مع المصالحات المغشوشة التي تبقي آليات الاستبداد والفساد غير مفهومة وهذا ما لا يضمن عدم عودتها...
 - تعقد حركة النهضة مؤتمرها العاشر هذا الأسبوع، وهناك حديث عن فصل الجانبين الدعوي والسياسي، فهل ذلك مجرد مناورة أم تمشّ صادق؟
احقاقا للحق، التطور المتسارع لا أطمئن له كثيرا وباختصار شديد حركة النهضة ليست مضطرة إلى أن تفصل بين السياسي والدعوي بل تُعرف نفسها: هل هي حزب سياسي أم لا؟ بمعنى هل تمارس السياسة بما هي اجتهادات بشرية لا قداسة فيها ولا علوية دون مزايدات على الناس وتحتكم الى الآليات الديمقراطية أم لا؟ إذا كان الأمر كذلك فإنّ صفة إسلامية لا تضيف لها شيئا..
المراجعة الحقيقية هي أن تمارس النهضة  السياسة بمعناها العصري والحديث بلا قداسة كاذبة وبلا علوية مغشوشة..
ـ تقدم أحد مؤسسي التحالف مهدي بن غربية بمشروع قانون يرمي لتقنين المساواة في الإرث، فماهو موقفك من ذلك؟
في مسألة الحداثة، دائما أفرق بين مقاصد الحداثة وبين بيداغوجيا الحداثة... أحيانا بعض المواقف القائمة على الإثارة لا تخدم قضايا الحداثة بل تخدم خصومها وتقوي حجتهم.. فيصبح الداعي للحداثة وكأنّه يستهدف التراث أو يستهدف الإسلام نظرا لرعونة الموقف.
وأرى أن مبدأ المساواة بين المرأة والرجل مبدأ أساسي وأراه مبدأ أساسيا حتى في القرآن. والنص القرآني في حدّ ذاته يتوجه للبشر لا بكونهم امرأة أو رجل...
وحتى بورقيبة تعامل مع المسألة بشيء من الحذر والبيداغوجيا وتجنب هذا المطلب لأنّه يثير حفيظة عامة الناس..
لا أرى أنّه من المفيد أو السليم صرف انتباه الشعب في هذه المسائل.. عموما نحن نورث للأجيال القادمة الديون، فلنخلق الثروة أوّلا ثمّ سنرى كيف نتقاسمها... أنا مع المواقف الرصينة التي تراعي تطور المجتمع بعيدا عن الفرقعات الإعلامية..
ـ والإعلام، كيف ترى دوره في الفترة الحالية؟
يبدو لي أنّ مصلحة البلاد غير حاضرة بالشكل الكافي في أذهان بعض  الإعلاميين... لا أريد من كلامي هذا القيام بأي توجيه سياسي أو أخلاقي، فالثورة أتاحت فرصة لحرية الإعلام لكن للأسف عدد من الإعلاميين أهدروها، فهناك من ناحية مدمنو العبوديّة الذين رجعوا لتقاليد التزلف وهناك من ناحية ثانية هوس الاوديمات والإثارة وهما عاملان بمقدورهما التأثير على الرأي العام والتلاعب به بعيدا عن المحاور والإشكاليات التي لها علاقة بواقع التونسي.
أخشى أن يكون هذا كما قال ابن خلدون «لعب ساعة ودمار دهر».. يفترض أن تُستغل المساحات الحرّة في ما يفيد الناس حقيقة: خلق رأي عام يقظ ومسؤول: تشجيع ثقافة العمل، إلخ لا أن نحشد التونسيين ونلهيهم عن مشاكلهم الحقيقية..
ـ كلمة أخيرة؟
السياسي صانع أمل، وهو الذي يبعث برسائل الأمل، فإذا بقي يتباكى على الواقع ويروج للإحباط، لن تحقق تونس شيئا.. الأهم في نظري هو تقديم حلم لا وهم أي رؤية مستقبلية قادرة على الانجاز وتحفز الناس على أنّ تجتمع حول رؤى يمكن أن تقدم إضافة للمواطن... بإمكان تونس أن تصبح دولة متقدمة نعيش فيها مواطنين حقيقيين ومتصالحين مع دولتهم...

حاورته: شيراز بن مراد